فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة النور: قوله تعالى: {وفرضناها} يقرأ بتشديد الراء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد بيناها وفصلناها وأحكمناها فرائض مختلفة وآدابا مستحسنة.
قال الفراء وجه التشديد أن الله تعالى فرضه عليه وعلى من يجيء بعده فلذلك شدده والحجة لمن خفف أنه جعل العمل بما أنزل في هذه السورة لازما لجميع المسلمين لا يفارقهم أبدا ما عاشوا فكأنه مأخوذ من فرض القوس وهو الحز لمكان الوتر.
قوله تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة} يقرأ بإسكان الهمزة وفتحها وهي مصدر في الوجهين فالحجة لمن أسكن أنه حذا بها طرف يطرف طرفا والحجة لمن فتح أنه حذا بها كرم يكرم كرما وأدخل الهاء دلالة على المرة الواحدة ومعنى الرأفة رقة القلب وشدة الرحمة.
قوله تعالى: {أربع شهادات} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعله خبرا لقولهم فشهادة أحدهم والحجة لمن نصب أنه أضمر فعلا له معناه فشهادة أحدهم أن يشهد أربع شهادات.
فإن قيل فالشهادة الأولى واحدة والثانية أربع فقل معناها معنى الجمع وإن كانت بلفظ الواحد كما تقول صلاتي خمس وصيامي عشر.
قوله تعالى: {والخامسة أن لعنة الله عليه} {أن غضب الله عليها} يقرآن بتشديد أن ونصب اللعنة والغضب إلا ما قرأ به نافع من التخفيف والرفع للعنة وجعله غضب فعلا ماضيا والله تعالى رفع به فالحجة لمن شدد ونصب أنه أتى بالكلام على أصل ما بني عليه والحجة لمن خفف أن ورفع بها ما قدمناه آنفا وهو الوجه ولو نصب لجاز.
قوله تعالى: {إذ تلقونه} يقرأ بالإدغام والإظهار فالحجة لمن أدغم مقاربة الحرفين في المخرج والحجة لمن أظهر أنه أتى به على الأصل إلا ما روي عن ابن كثير من تشديد التاء وإظهار الذال وليس ذلك بمختار في النحو لجمعه بين ساكنين.
قوله تعالى: {يوم تشهد عليهم} يقرأبالتاء والياء فالحجة لمن قرأ بالياء قال اللسان مذكر فذكرت الفعل كما أقول يقوم الرجال والحجة لمن قرأ بالتاء أنه أتى به على لفظ الجماعة واللسان يذكر فيجمع ألسنة ويؤنث فيجمع ألسن فأما قوله:
إني أتتني لسان لا أسر بها ** من علو لا عجب فيها ولا سخر

فإنه أراد باللسان ها هنا الرسالة.
قوله تعالى: {غير أولي الإربة}: يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن قرأه بالنصب أنه استثناه أو جعله حالا والحجة لمن خفض أنه جعله وصفا للتابعين والإربة الكناية عن الحاجة إلى النساء ومنه وكان أملككم لإربه أي لعضوه القاضي للحاجة.
قوله تعالى: {أيها المؤمنون} يقرأ وما أشبهه من النداء بهاء التنبيه بإثبات الألف وطرحها وإسكان الهاء فالحجة لمن أثبت أنها عنده هذا التي للإشارة طرح منها ذا فبقيت الهاء التي كانت للتنبيه فإثبات الألف فيها واجب والدليل على ذلك قوله:
ألا أيهذا المنزل الدارس أسلم

فأتى به تاما على الأصل والحجة لمن حذف وأسكن الهاء أنه اتبع خط السواد واحتج بأن النداء مبني على الحذف وإنما فتحت الهاء لمجيء ألف بعدها فلما ذهبت الألف عادت الهاء إلى السكون وإنما يوقف على مثل هذا اضطرارا لا اختيارا.
قوله تعالى: {كمشكاة} يقرأبالتفخيم إلا ما روي عن الكسائي من أمالته وقد ذكر الاحتجاج في مثله آنفا.
قوله تعالى: {دري} يقرأبكسر الدال والهمز والمد وبضمها والهمز والمد وبضمها وتشديد الياء فالحجة لمن كسر وهمز أنه أخذه من الدر وهو الدفع في الأنقضاض وشد الضوء وكسر أوله تشبيها بقولهم سكيت أي كثير السكوت والحجة لمن ضم أوله أنه شبهه ب مريق وإن كان عجميا والحجة لمن ضم وشدد أنه نسبه إلى الدر لشدة ضوئه.
قوله تعالى: {يوقد} يقرأ بالتاء والتشديد وبالياء والتاء والتخفيف والرفع فالحجة لمن قرأه بالتشديد أنه جعله فعلا ماضيا أخبر به عن الكوكب وأخذه من التوقد والحجة لمن قرأه بالتاء والرفع أنه جعله فعلا للزجاجة والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعلا للكوكب وكلاهما فعل لما لم يسم فاعله مأخوذان من الإيقاد.
قوله تعالى: {يسبح له فيها} يقرأ بفتح الباء وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لما لم يسم فاعله ورفع الرجال بالابتداء والخبر لا تلهيهم والحجة لمن كسر أنه جعله فعلا للرجال فرفعهم به وجعل ما بعدهم وصفا لحالهم.
قوله تعالى: {والله خلق} يقرأ بإثبات الألف وخفض كل وبحذفها ونصب كل فالحجة لمن أثبتها أنه أراد الإخبار عن الله تعالى باسم الفاعل فخفض ما بعده بالإضافة لأنه بمعنى ما قد مضى وثبت والحجة لمن حذف أنه أخبر عن الله تعالى بالفعل الماضي ونصب ما بعده بتعديه إليه.
قوله تعالى: {وليبدلنهم} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته فيما مضى.
قوله تعالى: {ويتقه} يقرأ بكسر القاف وإسكان الهاء وبإسكان القاف وكسر الهاء بياء وباختلاس حركة الهاء فالحجة لمن كسر القاف وأسكن أن الهاء لما اختلطت بالفعل اختلاطا لا تنفصل منه في حال ثقلت الكلمة لجمعها فعلا وفاعلا ومفعولا فخفف بالإسكان والحجة لمن كسر الهاء وأتبعها ياء أنه كسر الهاء لمجاورة كسرة القاف وقواها بالياء إشباعا لكسرتها والحجة لمن حذف الياء واختلس الحركة أن الأصل كان قبل الجزم يتقيه فلما سقطت الياء للجزم بقيت الهاء على ما كانت عليه والحجة لمن أسكن القاف وكسر الهاء أنه كره الكسر في القاف لشدتها وتكريرها فأسكنها تخفيفا أو أسكن القاف والهاء معا فكسر الهاء لالتقاء الساكنين أو توهم أن الجزم وقع على القاف لأنها آخر حروف الفعل ثم أتى بالهاء ساكنة بعدها فكسر لالتقاء الساكنين والدليل على توهمه ذلك قول الشاعر:
ومن يتق فإن الله معه ** ورزق الله مؤتاب وغاد

قوله سبحانه {سحاب ظلمات} يقرآن معا بالتنوين والرفع وبرفع الأول وإضافة الثاني إليه وبرفع الأول وتنوينه وخفض الثاني والحجة لمن نونهما ورفعه أنه رفع السحاب بالابتداء والخبر من فوقه وظلمات تبيين لقوله: {موج من فوقه موج من فوقه سحاب} فهذه ثلاث ظلمات وحقيقة رفعها على البدل والحجة لمن أضاف أنه جعل الظلمات غير السحاب فأضافه كما تقول ماء مطر والحجة لمن نون وخفض أنه رفع قوله سحاب بالابتداء وخفض الظلمات بدلا من قوله: {أو كظلمات}.
قوله تعالى: {ولا يحسبن} يقرأ بالياء والتاء وكسر السين وفتحها وقد ذكرت علله في آل عمران.
قوله تعالى: {إنما كان قول المؤمنين} يقرأ بالنصب والرفع على ما ذكرناه آنفا.
قوله تعالى: {استخلف} يقرأ بضم التاء وكسر اللام وبفتحهما فالحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لله عز وجل لتقدمه في أول الكلام والذين في موضع نصب.
قوله تعالى: {ثلاث عورات} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه ابتدأ فرفعه بالابتداء والخبر لكم أو رفعه لأنه خبر ابتداء محذوف معناه هذه الأوقات ثلاث عورات لكم والحجة لمن نصب أنه جعله بدلا من قوله: {ثلاث مرات}. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة النور:
{سورة أنزلناها وفرضناها} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وفرضناها بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف معنى فرضناها فرضنا فرائضها فحذف المضاف وحسن ذلك لإضافة الفرائض إلى السورة وهي لله سبحانه لأنها مفهومة عنها قال الزجاج من قرأ بالتخفيف فمعناه ألزمناكم العمل بما فرض فيها ومن قرأ بالتشديد فعلى وجهين أحدهما على التكثير على معنى إنا فرضنا فيها فروضا وعلى معنى بينا ما فيها من الحلال والحرام وحجة التخفيف قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم.
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قرأ ابن كثير ولا تأخذكم بهما رأفة بفتح الهمزة تقول رؤف رافا كما تقول كرم كرما، وقرأ الباقون رأفة ساكنة الهمزة وهو الأصل تقول رؤف يروف رأفة.
{فشهدة أحدهم أربع شهدات بالله إنه لمن الصادقين والخمسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهدات بالله إنه لمن الكذبين والخمسة أن غضب الله عليها إن كان من الصدقين} قرأ حمزة والكسائي وحفص فشهادة أحدهم أربع بالضم وقرأ الباقون بالنصب.
قال الزجاج من قرأ أربع فعلى خبر الابتداء المعنى فشهادة أحدهم التي تدرأ حد القاذف أربع والمبتدأ فشهادة ومن نصب أربع فالمعنى فعليهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات وينتصب انتصاب المصادر كا تقول شهدت شهادة.
قرأ حفص والخامسة أن غضب الله عليها بالنصب على تأويل وتشهد الخامسة.
وقرأ الباقون والخامسة بالرفع على الابتداء والخبر.
قرأ نافع أن خفيفة لعنة الله على الابتداء وقرأ الباقون أن لعنة الله.
قرأ نافع أن خفيفة غضب بكسر الضاد وفتح الباء الله فاعل رفع غضب فعل ماض واسم الله رفع بفعله قال سيبويه ها هنا هاء مضمرة وأن خفيفة من الثقيلة المعنى أنه غضب الله عليها قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ** أن هالك كل من يحفى وينتعل

وقرأ الباقون أن غضب الله عليها.
يوم تشهد عليهم أسلنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
قرأ حمزة والكسائي يوم يشهد عليهم ألسنتهم بالياء لأن الواحد منها مذكر والفعل متقدم وقد حيل بين الاسم والفعل بقوله عليهم وقرأ الباقون يوم تشهد بالتاء لأنها جماعة تقول هذه ألسنة.
ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ءابائهن أو التبعين غير أولي الإربة من الرجال وتوبوا إلى الله جميعا أية المؤمنون لعلكم تفلحون.
قرأ ابن عامر وأبو بكر غير أولي الإربة نصبا ونصبه على ضربين أحدهما الاستثناء المعنى لا يبدين إلا للتابعين إلا أولي الإربة فلا يبدين زينتهن لهم ويجوز أن يكون منصوبا على الحال فيكون المعنى أو التابعين لا مريدين النساء أي في هذه الحال.
وقرأ الباقون غير خفضا صفة المعنى لا يبدين زينتهن إلا للتابعين الذين لا إربة لهم في النساء والإربة الحاجة قال الزجاج وجاز وصف التابعين ب غير وإن كانت غير يوصف بها النكرة فإن التابعين ها هنا ليس بمقصود به إلى قوم بأعيانهم إنما معناه لكل تابع غير ذي إربة.
قرأ ابن عامر أيه المؤمنون بضم الهاء وكذلك أيه الساحر، وأيه الثقلان وهذه لغة وحجته أن المصاحف جاءت في هذه الثلاثة بغير ألف قال ثعلب كأن من يرفع الهاء يجعل الهاء مع أي اسما واحدا على أنه اسم مفرد.
وقرأ الباقون أيها بفتح الهاء فيهن وابو عمرو والكسائي يقفان عليها بالألف لأنها إنما سقطت لسكونها وسكون لام المعرفة فإذا وقف عليها زال التقاء الساكنين فظهرت الألف فلا وجه لحدفها في الوقف.
{ولقد أنزلنا إليكم ءايت مبينات} قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر آيات مبينات بفتح الياء أي لا لبس فيها وحجتهم قوله قد بينا لكم الآيات والفعل مسند إلى الله فهي الآن مبينات بدلالة ما في التنزيل على صحة وجه إخراجهن مفعولات.
وقرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر مبينات بالكسر المعنى بين لكم الحلال من الحرام فهن الفاعلات وحجتهم قوله يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم فأسند التبيين إلى السورة فكذلك قوله آيات مبينات فأسندوا التبيين إلى الآيات.